سائرون على درب الرجولة.
ماهي الرجولة ؟؟
انها الموقف وردة الفعل تجاه الحياة ومواقفها
انها اختيار الافضل في كل الامور
وهي في اصلها ملكة داخلية في شخصية الرجل
تتنمى بالتواصل ورفقة الصالحين...
ربما نجدها نابعة من النفس البشرية أحيانا
وأحيانا تكتسب من التربية والاحتكاك بالمحيط الإجتماعي...
قال أحد الشعراء في وصف الرجولة .
خلق الرجولة ليس صوتًا قدعلا**** لَـغْــوًا و بُهْتَـانًــا بِـقَـوْلِ فَـسَـــــــــــادِ
خلقُ الرّجُولَةِ ليسَ فِعْلاً طَائِشًـــا**** فى غيرِ نَفْعٍ ، ليسَ طَبْعُ عِــنَادِ
خلقُ الرّجُولةِ عِفّــــــــــــــــــةٌ ومُرُوءَةٌ***** للحقِ تَعْنُــــــــــــــو بالجَمِيلِ تُنَادِي
خلقُ الرّجُولةِ عِـزّةٌ وكَـرامَــــــــــةٌ ****وتَــوَاضُــــــــعٌ ، وطَـهَـــــــارةٌ الـعُبـّــــــادِ
خلقُ الرّجُولةِ ذِمّــــــــةٌ و أمانَـــــــةٌ ***** وصِـــــيَــانـــةٌ للعَهْــــــــــدِ و المِيعَادِ
خلقُ الرّجولةِ أنْ تُكَرّمَ عَالِمًـــــــا***** يهديكَ للخَيْرَاتِ للإسْــــــــــــعَــــادِ
الرجولة لا ترتبط بسن معين.
فهناك نماذج كثيرة، كانت أعمارها صغيرة لكن لها تصرفات تنبي عن رجولة مبكرة لديهم وتدل على عقل راجح عندهم ....
ستجدون على هذه الصفحات العديد من المواقف التي كشفت عن صبية
كانت ردود أفعالهم دليلا على أنهم سائرون على درب الرجولة ....
فاستمعوا لقصصهم ولندعو الله جميعا أن يكون أبناؤنا بهذا القدر من رجاحة العقل و والشجاعة في قول الحق...
إياس بن معاوية أمام القاضي.
ودخل إياس بن معاوية بن قرة الشام وهو صغير؛ فخاصم شيخاً إلى القاضي وأقبل يصول عليه، فقال القاضي: اسكت يا صبي. فقال: فمن ينطق بحجتي ؟ قال: إنه شيخ كبير، قال: إن الحق أكبر منه. قال القاضي: ما أراك تقول حقاً؛ فقال: لا إله إلا الله. فركب القاضي من وقته إلى عبد الملك فأخبره فقال: عجل بقضاء حاجته وأخرجه من الشام لئلا يفسدها.
وبإياس يضرب المثل في الذكاء قال الطائي أبو تمام :
إقدام عمروٍ في سماحة حاتمٍ ... في حلم أحنف في ذكاء إياس.
وهذا غلام على طريق الرجولة .
ذكر جماعة من الأخباريين أن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة ، وفد عليه من جملة وفود العرب، وفد من الحجاز، فاختار الوفد غلاما منهم فقدموه ليبدأ بالكلام ،فلما ابتدأ الغلام بالكلام ، وهو أصغر القوم سنا قال عمر : مهلا يا غلام ، ليتكلممن هو أسن منك ، فهو أولى بالكلام . فقال الغلام : مهلا يا أمير المؤمنين إنماالمرء بأصغريه قلبه ولسانه ، فإذا منح الله العبد لسانا لافظا، وقلبا حافظا، فقداستجاد له الحلية ، يا أمير لمؤمنين لو كان التقدم بالسن ، لكان في هذه الأمة من هوأسن منك . فقال عمر : تكلم يا غلام ! قال : نعم يا أمير المؤمنين، نحن وفودالتهنئة لا وفود المرزأة قدمنا إليك من بلدنا ، نحمد الله الذي مــّن بك علينا ، لمتخرجنا إليك رغبة ولا رهبة . فقال عمر عظنا يا غلام وأوجز . قال : نعم يا أميرالمؤمنين، إن أناسا غرهم حلم الله عنهم وطول أملهم وحسن ثناء الناس عنهم ، فلايغرنك حلم الله عنك وطول أملك وحسن ثناء الناس عليك فتزل قدمك
فنظر عمر في سنالغلام فإذا هو قد أتت عليه بضع عشرة سنة فأنشأ عمر يقول
تعلم فليس المرء يولدعالما .... وليس أخو علم كمن هـو جاهـل
وإن كبيـر القـوم لا علـم عنـده ..... صغــير إذا التفت عليـه المحافـل.
عمر بن الخطاب والغلام.
مر عمر رضي الله عنه على ثلة من الصبيان يلعبون فخافوا ، بقي صبي منهم في مكانه ، هو " عبد الله بن الزبير " فسأله عمر : لِمَ لم تفعل كأصحابك ؟ فقال : يا أمير المؤمنين لم أفعل ذنبـًا فأخافك ، ولم تكن الطريق ضيقة فأوسع لك .
ليتنا نعلم من هذا الغلام الذي استأذنه الرسول صلى الله عليه وسلم ، وآثر هذا الغلام البدء به من الرسول صلى الله عليه وسلم ففيه كثير من الملامح التربوية الفريدة منه صلى الله عليه وسلم ، فلنتابع عجيب هذه القصة :
لقد كان صلى الله عليه وسلم وهو في مجالسه، التي يحضرها كبار القوم يعرف للشباب قدرهم، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم بقدح فشرب منه وعن يمينه غلام أصغر القوم، والأشياخ عن يساره فقال: يا غلام أتأذن لي أن أعطيه الأشياخ؟ فقال: ما كنت لأوثر بفضلي منك أحدًا يا رسول الله فأعطاه إياه.
وللفائدة أقول: الغلام المذكور هو الفضل بن عباس رضي الله عنه كما ورد في البخاري في الحديث رقم2224.